قصه ذهبيه الشعر

عاش نساج فقير وزوجته في إحدى القرى ولم يكن لهم أبناء فدعوا الله ليل ونهار إن يرزقهما بطفل أو طفلة يؤنسان وحدتهما عندما يكبران , فاستجاب الله لهما ورزقهما بطفلة في غاية الجمال ذات شعر ذهبي فسموها ذهبية الشعر , كان النساج وزوجته يقومان بنسج الصوف والقطن ببراعة كبيرة ويقومان أيضا بأعمال الخير وتقديم المساعدة لكل من يحتاج من غير مقابل وأيضا كانت ذهبية الشعر كذلك طيبة القلب حتى اصبح لها أصدقاء كثيرون من الحمام والعصافير التي كانت تطعمها ذهبية الشعر وكذلك كان لها أصدقاء من الطيور والحيوانات ,الأرانب, السناجب, الغزلان , الحملان التي أحبتها وأحبوها.
وبرعت ذهبية الشعر أيضا في غزل ونسج الصوف والقطن أكثر من والديها وكانت ما تصنعه من أغطية ومفارش وملابس يخلب الألباب ويبهر الأبصار في شكله البديع ونقوشه الرائعة وذات يوم مرضت الأم وماتت فحزن الأب حزنا شديدا وتلوعت عليها ذهبية الشعر أما الأب فمن حزنه الشديد مات أيضا ولكن قبل موته ومن خوفه وحرصه على ابنته أوصى جارته السيئة والشريرة أن تهتم باِبنتة وكذلك أوصى ابنتها وتدعى بهادر أن تتخذ من ذهبية الشعر أختا لها.
فمات الأب وترك ذهبية الشعر يتيمة وحيدة ولكن الجارة الشريرة وابنتها رغم إحسان الأب لهما ومساعدته لهما قد خانتا الوصية فعاملتاها أسوأ معاملة واستغلتاها استغلال فاحش فباعتا المنزل وسرقتا ثمنه واستغلتا عمل ونسيج ذهبية الشعر وباعتاه في السوق لحسابهما وقد عملت عملا شاقا دون أي مقابل. ودارت الأيام وطمعت بهادر الشريرة أيضا بشعر ذهبية الشعر الجميل وقد خططت هي ووالدتها لذلك عدة خطط وكلها باءت بالفشل بسبب دفاع أصدقائها الطيور والعصافير والحيوانات.
وفي يوم من الأيام أصيب أمير البلاد وجوداه اثر محاولة لاختطافه وتسليمه لأعدائه ولكن نجا من هذه المحاولة بأعجوبة حيث أن ذهبية الشعر قدمت له مساعده وداوت جروحه فأعجبته ووعدها بالزواج.
وعندما علمت بهادر وأمها بهذه القصة قررتا سلب ذهبية الشعر شعرها وسجنها بهدف الزواج من الأمير لكن هذه الخطة فشلت أيضا بمساعدة الحيوانات والطيور أصدقاء ذهبية الشعر.
فتزوج الأمير ذهبية ولاقت الجارة الشريرة وابنتها عقابهما حيث وقعت بهادر من تله عالية وماتت أما أمها فقد ألقت بنفسها من النافذة عندما علمت بما جرى وماتت.
وهكذا انتصر الخير على الشر والحق على الباطل.